من صفات أهل السنَّة والجماعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
صفات أهل السنَّة والجماعة
أولًا : أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة عملًا بقوله تعالى :
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .
(آل عمران: ١١٠)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )
رواه مسلم .
وقلنا على ما توجبه الشريعة خلافًا للمعتزلة الذين يخرجون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عما توجبه
الشريعة فيرون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الخروج على ولاة أمر المسلمين إذا ارتكبوا معصية
وإن كانت دون الكفر . فأهل السنَّة والجماعة يرون مناصحتهم في ذلك دون الخروج عليهم وذلك لأجل جمع
الكلمة والابتعاد عن الفرقة والاختلاف . قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ولعله لا يكاد يعرف طائفة
خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد أكثر من الذي في إزالته .
ثانيًا : ومن صفات أهل السنَّة والجماعة المحافظة على إقامة شعائر الإسلام من إقامة صلاة الجمعة والجماعة
خلافًا للمبتدعة والمنافقين الذين لا يقيمون الجمعة والجماعة .
ثالثًا : ومن صفاتهم قيامهم بالنصيحة لكل مسلم والتعاون على البر والتقوى وهذا حديث عظيم رواه مسلم في الصحيح
من حديث تميم الداري وله شواهد عند غير مسلم، يقول صلى الله عليه وسلم:
((الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } .
وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
{ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه } .
رابعًا : ومن صفاتهم ثباتهم في مواقف الامتحان وذلك بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء .
خامسًا : ومن صفاتهم أنه يتحلون بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار ،
وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والظلم والترفع على الناس عملًا بقوله تعالى :
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ
الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا . [ سورة النساء: الآية 36]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم )
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
تحقيق الألباني :حسن صحيح
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم بمنه وكرمه . وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
المصدر: من كتاب أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة
.
صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان
منقووول